-->
شارك الموضوع مع الأصدقاء

الاثنين، 26 فبراير 2018

من يمتلك الانترنت ومن يتحكم به؟

من يمتلك الانترنت ومن يتحكم به؟

https://al-kmra3.blogspot.com/
https://al-kmra3.blogspot.com/

سؤال طالما حير الكثيرين وطالما كتب الكثيرون عن اجوبته وادعى الكثيرون ان لا احد يمتلك الانترنت (وهذا صحيح الى حد ما) ولكن يبقى السؤال الاهم: اين تذهب النقود التي ندفعها لنحصل على خدمة الانترنت اذا كان لا احد او لا شركة مفردة تمتلكه؟
وللجواب على ذلك نحتاج توضيح بعض الامور:
في البداية كان الانترنت مجموعة من الاجهزة المبعثرة هنا وهناك والتي اتصلت مع بعضها عبر خطوط الهاتف بداية ثم بتطوير بروتوكولات الاتصال اللاسلكي في جزر هاواي اول الامر لربط الجزر المتباعدة مع بعضها بمنظومة موحدة ثم بدأت اعداد الاجهزة المتصلة بالشبكة تتزايد بحيث اصبح من الضروري ايجاد نقاط مركزية للتحكم في الاتصال بين تلك الاجهزة الكثيرة فظهرت الراوترات التي كانت تسمى باديء الامر (Packet switches) ومع تزايد المسافات بين الاجهزة المتباعدة ظهرت حقيقة ان الاتصال عن بعد عبر هذه المسافات مكلف وغالي جداً ولذا ظهرت شركات توزيد خدمة الانترنت (Internet Service Providers ISP) لمد الاسلاك ونصب الاعمدة والاجهزة لأيصال خدمات الانترنت الى البيوت والجامعات والشركات والمصانع وكل مكان يحتاج الى الانترنت ثم بدأت هذه الشركات المزودة لخدمة الانترنت (ISP) تتنافس فيما بينها لتقديم خدمة افضل وبسعر ارخص لكسب زبائن اكثر ولكن لم يكن بمقدورها البقاء منعزلة عن بعضها البعض لأن ذلك يعني ان زبائن (مشتركي) الشركة (س) لا يمكنهم الاتصال والوصول الى مستخدمي الشركة (ص) مما يعطل الفائدة من الانترنت ككل والذي خطط له ان يربط الكل بالكل ومن هنا بدأت عقود التفاهم والتعاون بين شركات تزويد خدمات الانترنت بالظهور واتفقت اغلب شركات تزويد خدمة الانترنت على الارتباط مع بعضها بدون ان تدفع لبعضها البعض اي شيء فهي تقدم خدمة متبادلة لبعضها البعض وهنا كثرت ايضاً شركات تزويد الخدمة ومع تزايد المسافات (والتي اصبحت تفصل بينها قارات والالف الاميال) ظهرت طبقات جديدة من مزودي الخدمة ونقاط تبادل البيانات بين مزودي الخدمة (Internet Exchange Points IXP) لتوفير نسخ اضافية من البيانات وتقليل التأخير في الحصول على طلبات المستخدمين ثم ظهرت شركات توفير المحتوى (Content Delivery Networks CDN) مثل شركات غوغل واكاماي وغيرها واضيفت الى هيكل الانترنت واصبحت تمتلك شبكاتها الخاصة ضمن هيكل الانترنت وتسمح بالوصول الى اجزاء من ذلك فقط وبحسب الحاجة والقضية ما زالت قيد التطوير والبحث وسنرى قريباً جداً (بحسب رأيي) شركات لأدارة الاجهزة المرفقة بالانترنت (كالمتحسسات واجهزة القياس والتحكم) تضاف الى معمارية الانترنت والذي تشبه معماريته اليوم الشكل التصوري التالي:
واما عن هيكليته من وجهة نظر مختصرة فهي هرمية وموزعة عبر العالم بشكل ما في ادناه:
من الصورة اعلاه يمكننا ان نلاحظ ان كل شركة من شركات تزويد الخدمة تمتلك جزءاً من الانترنت هو ما تتحكم فيه من اسلاك وابراج واجهزة واما من يمتلك الانترنت كله بشكل حقيقي؟ فبرأيي من يستطيع ان يوقف خدمته كلها (او جزء منها) في لحظة واحدة هو من يمتلك الانترنت فالملكية ليست حول الاشياء اليوم في الانترنت بل حول المعلومات والتحكم وهم كثر من يمتلكون ذلك وكما في ادناه:
3
*حكومات ذات امكانيات هائلة مثل امريكا او روسيا يمكن ان تستهدف مراكز الاتصال المركزية فتتوقف خدمة الانترنت (او بعض منها على الاقل) حيث توجد 10 من اصل 13 سيرفر مركزي لخدمة ال (DNS) في امريكا لوحدها وكما في الصورة ادناه:
  • مخترقين محترفين يمكن (ربما) في يوم من الايام ان يخترقوا الانترنت ويوقفوا الخدمة عن بعض اجزائه او يتحكموا في بعض مفاصله الحيوية او ينشروا فيروس يعطل الكثير من امكانياته
    *شركات كبرى مثل الغوغل او ياهو او فيس بوك او اكاماي يمكنها اطفاء اجزاء من الانترنت المرتبطة بخوادمها ومراكز بيانتها ويمكن ايضاً (كما هو الحال الان) ان تتحكم في الكثير من خصائص ومميزات الانترنت…
    وطبعاً هناك الكثير من الامكانيات الاخرى لمن يستطيع التحكم بالانترنت وبمحتوياته وامكانياته ومدى اتاحتها للمستخدمين.
تعليقات
0 0

ليست هناك تعليقات:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوضة لـقمرة للمعلوميات
تصميم و تكويد : قمرة للمعلوميات